الجامع القبلي
هو الجامع المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية , والواقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك بإتجاه القبلة , وهو المصلى الرئيس الذي يقف فيه الخطيب في صلاة الجمعة , وقد سرى خطأ قديم بين المسلمين على أنه هو المسجد الأقصى , يتكون من سبعة أروقة ويبلغ طوله حوالي 80 م وعرضة 55 م تقريبا وتبلغ مساحته حوالي أربعة دونمات وفيه أحد عشر باب ويتسع اليوم الى حوالي 5500 مصل
أسماء الصحابة | الزخارف | السجاد | النوافذ | خزانة الذخائر | دكة المؤذنين | محراب زكريا | مسجد عمر | مقام الأربعين | منبر نور الدين الزنكي
نبذة تاريخية:
الجامع القبلي أو المصلى المسقوف من المصليات القليلة التي أسسها الخليفة عمر بن الخطاب أحد أهم شخصيات التاريخ الإسلامي ويعود له الفضل في وضع حجر الأساس للمسجد المسقوف.
وتناول الرحالة أركولف الذي زار القدس قبل العام 680م في وصفه مسجداً من الخشب متواضع الأبعاد يستوعب نحو 3000 مصلي، وقد يكون والي بلاد الشام في حينه معاوية ابن أبي سفيان مؤسس الخلافة الأموية ( 660 – 750 ) قد أضاف البناء المتواضع.
موقعه:
يقع مصلى الأقصى المسقوف في منتصف الجدار الجنوبي ( القبلي ) للمسجد الأقصى. وبغض النظر عمن قام بإنشائه أول مرة، لكنه بالتأكيد تم تصميمه كجزء من المخطط الشامل لموقع المسجد الأقصى الذي وضعه عبد الملك بن مروان. وأعاد الوليد ابن عبد الملك ( حكم 705 – 715م ) تشكيل المسجد الأقصى سنة 714م.
والمصلى الأقصى المسقوف الحالي أقل من نصف المسجد الأصلي، فقد بُبني المصلى أصلا ليضم 15 رواقاً، لم يتبقى منها الآن سوى سبعة أروقة، في حين خسر أبعاده نتيجة الهزات الأرضية المتعاقبة، خاصة في الفترة الفاطمية، عدا عن التغييرات التي ألحقها به الصليبييون ( 1099 – 1178 ) عندما استخدموه مقراً للحكم وكنيسة.
منبر نور الدين:
وأمر السلطان صلاح الدين بإحضار المنبر الخشبي الذي كان قد صُنع خصيصاً سنة 1168م في عهد السلطان نور الدين زنكي ( 1146 – 1174م ) ليكون بمثابة شهادة تفاؤل ودافع مستمر لفتح وتحرير المسجد الأقصى، وأحضره من حلب ووضعه في المسجد الأقصى. وظل المنبر قائما حتى 2181969م عندما تعرض المسجد للحريق على يدي المتعصب الأسترالي مايكل روهان، وقد أتى الحريق على المنبر حتى لم يبق منه إلا قطع صغيرة محفوظة الآن في المتحف الإسلامي وتظهر روعته وجماله. وقد تم صنع منبر جديد للمسجد القبلي في الأردن على شاكلة المنبر القديم وبنفس أبعاده وزخارفه وطريقة صنعه تقريباً وتم تثبيته في مكانه العام 2007
الاعتداءات:
فضلا عن ذلك، تعرض الجامع القِبْلي لمحاولات عدة لتفجيره، بل وقصفه بالصواريخ خاصة عامي 1980م و1984م , كما أن أعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى المبارك وتحت أجزائه المختلفة باتت تهدد أساسات الجامع القِبْلي بصفة خاصة، حيث إنه مقام فوق تسوية مقامة فوق الأرضية الأصلية للمسجد الأقصى المبارك، وليس فوق الأرضية الأصلية مباشرة. كما يهدد الحظر المفروض على أعمال الترميم الإسلامية في مختلف أجزاء المسجد الأقصى الأسير بإضعاف بنيان الجامع القِبْلي ومختلف الأبنية الأثرية التاريخية الأخرى داخل الأقصى، بسبب عوامل التعرية وتسرب المياه. حيث بدأت بعض أعمدة الجامع القِبْلي وبعض قطع الرخام فيه في التآكل، كما تشوهت بعض زخارف ونقوش قبته القيمة بعوامل التبلية التي مرت سنوات طويلة عليها، وأيضا بأثر الرصاص الذي طالما أمطر به الصهاينة مختلف قباب المسجد الأقصى، خاصة قبة الجامع القِبْلي وقبة الصخرة، منذ احتلالهم المسجد المبارك عام 1967م.
كما تأثر الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، مما يلي الجامع القِبْلي، بسبب الحفريات الصهيونية في الجهة الجنوبية من الأقصى. وبينما منعت سلطات الاحتلال الأوقاف الإسلامية من إعماره، أقامت ثكنة عسكرية عنده للإشراف على أعمال التشويه الذي تقوم به، تحت مسمى أعمال التطوير، فارضة سيطرتها على هذا الجزء ضمن غيره من الأجزاء المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.
ابعاده وتفاصيل البناء:
والمصلى الأقصى المسقوف القائم حالياً مستطيل الشكل تبلغ أبعاده 80م طولاً ( عمقاً ) و55 متراً عرضا. ويتكون من سبعة أروقة طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب وسبعة أروقة ممتدة عرضياً من الشرق إلى الغرب، وأوسع الأروقة الطولية هو الأوسط المسقوف بسقف جملوني ينتهي ببناء عرضي ويعود بشكله الحالي إلى الفترة الأموية على الأغلب.
وتتوسط الرواق الأوسط في نهايته الجنوبية قبة محمولة على شكل مربع يفتح المجال لرواق عريض ( رواق عرضي ) في منطقة المحراب وتستند القبة على أربعةعقود كبيرة، وفتح في أركان هذه العقود أربعة حنايا مجوفة نصف دائرية وهي مزخرفة بالفسيفساء الزجاجية وزخارفها تتكون من عناصر نباتية وهندسيةوكتابية. وفي منتصف جدار القبلة ( الجنوبي ) عناك تجويف المحراب الذي يعود في شكله الحالي لفترة صلاح الدين الأيوبي، وينتصب إلى يمين المحراب المنبر الجديد.
وقبل دخول المصلى من واجهته الشمالية يظهر رواق عرضي مفتوح يمتد أمام بوابات المصلى السبع ويتشكل من سبعة أقواس مدببة محمولة على دعامات حجرية، وعلى قمة هذا الرواق هناك مسننات، وثبتت على الواجهة الكثير من النقوش الكتابية التي تؤرخ إلى أعمال عمرانية كثيرة تمت في هذا الرواق.
الاعمار:
تواصل إعمار المسجد الأقصى على مر العصور وبالكاد نجد فترة تاريخية لم يقم فيها الخليفة أو السلطان بتنفيذ إعمار وترميم للمصلى المسقوف، يمكن القول أن الجامع القبلي وثيقة تاريخية تروي تاريخ كل الرسالات الإسلامية التي تعاقبت على القدس. بعد إحراق المسجد العام 1969 وبسبب الدمار الكبير الذي ألحق به، تم إنشاء لجنة إعمار تشرف على ترميمه، وقد قامت بأعمال كبيرة لإعادة المسجد إلى سابق عهده وتواصل اللجنة أعمال الترميم.
أسماء الصحابة | الزخارف | السجاد | النوافذ | خزانة الذخائر | دكة المؤذنين | محراب زكريا | مسجد عمر | مقام الأربعين | منبر نور الدين الزنكي